هكذا خطط اردوغان للنيل من العرب ..!!


هكذا خطط اردوغان للنيل من العرب ..!!

هكذا خطط اردوغان للنيل من العرب .

 عارف الشرجبي.

 

 الاطماع التركية التوسعية في الوطن العربي اصبحت واضحة للعيان ليس من الان وإنما منذ كان اردوغان  رئيسا للوزراء قبل نحو عقدِ ونصف من الان، فمهما حاول إعلام الاخوان المسلمين المرتبط بقطر وتركيا وبقية الدوائر القريبة منهم اظهار اردوغان أنه رجل سلام وعامل امن واستقرار في المنطقة إلا أن اعماله وتصرفاته تؤكد تباعا نزعته التوسعية المبنية على اوهام الماضي العثماني الذي ذهب إلى غير رجعة .

 

من اللافت أن اطماع اردوغان ونواياه المبيتة الغادرة تجاه الوطن العربي جيرانه الغربيين ( اليونان ) قد اتخذت خطوات وسائل متعددة بحسب ما تسعفه الظروف لتحقيق تلك المطامع هُنا او هُناك ..

 

ففي شمال سوريا والعراق مثلا يزعم اردوغان انه جاء لمحاربة ودحر المتطرفين _ داعش والقاعدة_ وهما تنظيمان ارهابيان  تدعمهما تركيا اساسا وتوفر لهما كل وسائل الحمايه بمافيه تسخير الاراضي التركية لهما كملاذ آمن كونهم من اهم ادوات تركيا وحلفائها (قطر وامريكا وإسرائيل)  الذين يستخدمون هذه الجماعات لتنفيذ مخططاتهم في المنطقة العربيه وخارجها..

 

 اما التدخل التركي في ليبيا فإن اردوغان يزعم أنه لم يقطع كل هذه المسافة البحرية الا لمصلحة الليبيين  ودعم حكومة السراج( التركي الاصل) ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، وهو الامر الذي تُكذبه الحقائق الماثلة للعيان والتي تدحض هذه المزاعم وتكشف زيفها بل وتميط اللثام عن حقيقة اطماع اردوغان وسعيه لإستعادة نفوذ الخلافة العثمانية ليس في ليبيا فحسب وانما في المغرب العربي ودول نهر النيل وغيرها من المناطق العربية شرقا وغربا.

 

ولان هاجس الهيمنة العثمانية هو الغالب والمسيطر على عقلية اردوغان فقد استغل موقع تركيا المتوسط لقارتي آسيا واوروبا وسعى وبدعم امريكي إسرائيلي ليكون الشرطي المثالي والخادم المطيع لهم مسخرا نفسه وبلده لزعزعة الامن والاستقرلر في المنطقة العربية والشرق الاوسط بسكل عامِ.

 ففي سوريا ساهم اردوغان وبشكل مباشر في دعم وتسليح الارهابيين والجماعات المتطرفة ومايسمى بالمعارضة المسلحة لاسقاط نظام بشار الاسد واستبداله بجماعة الاسلام السياسي الاخوان المسلمين وعملائهم القريبين من تركيا وحلفائها. وعندما فشلوا في اسقاط الاسد إتخذ اردوعان وبضوء أخضر من امريكا هذه الجماعات ذريعة للتدخل والسيطرة على مناطق شاسعة من الشمال السوري على امتداد الحدود التركية كما حدث خلال الثلاثة الاعوام الماضية وهو نفس السيناريو الذي استخدمه اردوغان للسيطره على شمال العراق وضمها إلى الاراضي التركية كما يجري اليوم وبكل وضوح.

اردوغان لم يكتفِ بذلك بل سعى إلى زعزعة الامن والاستقرار في مصر واليمن وليبيا والسودان وتونس وغير من الدول العربية من خلال قيامه مع دويلة قطر  بدعم جماعة الاسلام السياسي ( الاخوان المسلمين) وهو نسق يتماها مع مخططات امريكا واسرائيل في تقسيم الوطن العربي على النحو الذي افصح عنه مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزيرة خارجية امريكا ( كونداليزا رايس) الذي بدأ الترويج له بين عامي ( 2005-2009) وبدأت حلقاته تتجسد على الارض من خلال مؤآمرة الربيع العربي عام 2011م الذي كان احد اهم اهدافه تقسيم االدول العربية إلى دويلات كنتونيةضعيفة لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية بعد إزاحة الزعامات العربية المعروفة بالنزعة التحررية واستبدالها بقيادات إخوانية موالية  لامريكا واسرائيل كما شاهدنا نموذجه يتجسد في مصر بعد سقوط الرئيس مبارك عام 2011م، وصعود محمد.  مرسي وفي تونس بفوز حزب النهضة برئاسة الإخواني راشد الغنوشي الذي قام بتشكل الحكومة على اثر تلك الاحداث عام 2011م. قبل ان يجبر على الاستقالة وتشكيل حكومة اخرى مع بقية المكونات السياسية .. 

 

 أحلام اردوغان بإعادة حلم الخلافة العثمانية ارتفعت وتيرتها حين تمكن من قضم  اراضي واسعة في شمال سوريا والعراق فاعتبرها بداية مشجعة وفعلية لإستعادة حُلم الخلافة العثمانية بعد أن تمكن خلال العقد الماضي  من دعم جماعة الاسلام السياسي والمتطرفين في ليبيا ومصر والصومال واليمن وغيرها من الدول متوهما انه سيتمكن من خلال تلك الجماعات في نهاية المطاف من إستعادة دولة الخلافة التي كان قد بشر بها عبدالمجيد الزنداني في خطابة الشهير امام جامعة صنعاء عام 2011م. حين زعم ان الخلافة الاسلامية ستمتد من الصين شرقا الى المحيط الاطلسي غربا مؤكدا انه سيتم الاعلان عنها في 2020م حسب زعمه .

 

لقد سبق الاشارة إلى ان احلام ادروغان ومخططاته باعادة ارث اجداده في الخلافة ليس بجديد فقد اعلن رغبته بإلانسحاب من معاهدة لوزان المبرمة بين تركيا ودول الغرب بعد الحرب العالمية الاولى وخروج تركيا مهزومة ، لاسيما بعد ان اوشكت هذه المعاهدة على طي مائة عام. منذ التوقبع عليها وذلك مع حلول عام 2023م والتي حصل بموجبها المسئولون الأتراك على اعتراف أوروبي بدولة تركيا الحديثة (العلمانية) حينها وكذا دعمها على أن تحتفظ بالأناضول وتراقيا الشرقية (الجزء الأوروبي الحالي من تركيا) مقابل توقيعها على استقلال الدول والمناطق التي كانت تحت الاحتلال العثماني حتى ذلك التاريخ ومنها مصر وبلاد الشام والعراق وليبيا وقبرص..

 

اردوغان لم يخفِ هذا الطموح فقد اماط اللثام عن مشروع استعادة الخلافة عندما كان رئيسا للوزراء قبل 2011م من خلال مشروعه الذي اسماه (تركيا 2023م) وادعى حينها أنه مشروع تحديثي لتركيا بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسها ناهيكم عن إعلان رغبته في السيطرة على الاراضي العراقية والسورية باعتبارها كما قال املاك أجداده في الشرق الأوسط..

 

وكان أردوغان قد قال في احدى خطاباته عام 2017م  حسب مانقلته وكالة رويترز أن هُناك  من يريد إقناعنا بأن معاهدة لوزان انتصار لتركيا وللأتراك فقد لوٌحوا لنا بالموت لنقبل بالعاهة الدائمة ،وفي العام ذاته نقلت وكالة رويترز  عنه قوله إن الحدود بين بلاده وبين دول الجوار ثقيلة على قلوبنا.

 

كما أعلن اردوغان في تصريحات أخرى قال فيها أن (الموصل) كانت لنا،( وكركوك ) كانت لنا.

وحين زار  اليونان 2017م قال إن معاهدة لوزان تحتاج إلى تحديث، وأشار إلى أن لتركيا مساجد ومقدسا في اليونان تحرص تركيا على ترميمها باعتبارها ارث وتراث عثماني .

 

وفي تقرير لوكالة الأناضول التركية تحدثت اردوغان عن أن الأرشيف  الرسمي يحتفظ بعشرات الآلاف من الوثائق عما أسمته بأملاك أصيلة تعود لفترة الحكم العثماني في الموصل وكركوك بالعراق وحلب بسوريا.

 

ونقلت تقارير إعلامية عن صحيفة يني عقد المعروفة بقربها من أردوغان، في 2017 زعمها أن كركوك والموصل من أملاك السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، فيما ذهبت مجلة جرتشاك حياة التابعة لمجموعة يني شفق التركية لأبعد من ذلك حين قالت إن تركيا لديها صك ملكية الشرق الأوسط.

 

وفي الاتجاه ذاته أظهر مقطع فيديو أردوغان وهو يتحدث عن أحلامه بالعودة إلى احتلال دول الشرق الأوسط التي كانت تحت الاحتلال العثماني بقوله، إنه يوجد هناك (في تلك الدول) الكثير الذين ينتظرون عودتنا منذ 100 عام.

 

وهذا ما اكده اردوغان مؤخرا حين قال ان تركيا لن تتخلي عن مصالحها وارثها التاربخي ولا عن اخوانهم في ليبيا، وذلك في إشارة إلى الاصول التركية لفائز السراج الذي طلب التدخل التركي في ليبيا معتبرا ذلك خطوة على طريق الإطباق على الدول العربية القوية مثل مصر والجزائر في الشمال الافريقي ، كما لايفوتني ان اشير إلى القاعدة العسكرية التركية في الصومال ، ومحاولاته المستمرة للتواجد في اليمن من خلال قيام الاخوان المسلمين اثناء حكومة باسندوة باقامة النصب التذكاري للجندي المجهول التركي امام مجمع العرضي في باب اليمن بالعاصمة صنعاء  وهي خطوة خطيرة في مغزاها ،إذ تشير إلى أن اليمن كانت جزءا من تركيا ولم تكن تركيا دولة غازيه، بالاضافة إلى دعم ادروغان للاخوان ولعلنا نتذكر صفقات السلاح التي تم ضبطها اثناء دخولها لقيادات في حزب الاخوان المسلمين  (الاصلاح ) وهو نفس  الامر الذي حدث في مصر حين ضبطت السلطات المصرية في ميناء الاسكندرية بتاريخ 17/7/2013م اكثر 20 الف قطعة سلاح ومسدس تركي كانت في طريقها لجماعة الاخوان، وايضا سعي اردوغان لتكثيف تواجده العسكري في قطر اثناء الازمة التي نشبت بين قطر وعدد من دول الخليج قبل عامين من الان.

ومن هنا فإن على الدول والشعوب العربية التنبه لخطورة الامر  وماينوي اردوغان القيام به. لاستعادة الخلافة العثمانية البائدة من خلال جماعة الاخوان المسلمين والجماعات المتطرفة وغيرهم بحجج ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.