(تقرير)هذا هو السيناريو الذي تعده الإمارات للجنوب...#وتهديدها بالانسحاب


(تقرير)هذا هو السيناريو الذي تعده الإمارات للجنوب...#وتهديدها بالانسحاب

اليمن الحر:متابعات:

تقرير – خاص
تهدد الإمارات بالانسحاب من اليمن. وقد بدأت فعلاً تحركات تشي بذلك. جلبها للجنود السودانيين ونشرهم بديلاً عن قواتها في عدن والساحل الغربي. نقلها بعضاً من العتاد العسكري الثقيل والجنود إلى قاعدة عصب. وفوق هذا كله سربت معلومات “دبلوماسية”، عبر وكالة رويترز، تتحدث فيها عن نيتها مغادرة اليمن، متحججة بالتصعيد “الإيراني” في خليج عمان.
قد يبدو التبرير الإماراتي منطقياً بعض الشيء، لكنه يبقى “حق أريد به باطل”. فعلياً هي لن ترفع يدها عن الجنوب. يؤكد ذلك تحركاتها على الأرض؛ فهي أنشأت لتوها معسكرين لأتباعها في لحج وأبين، وعززتهم بأسلحة ثقيلة ومتوسطة. أضف إلى ذلك قيادتها تحالفاً بين طارق عفاش والزبيدي في عدن، وتحرك الشريكين الجديدين في عدة محافظات جنوبية تحت مظلة “الجنوب”، وبدون إعلامه حتى. هي تحضر لوضع سيحيق بالأهالي مكراً، ذلك لم يعد يخفى على الجنوبيين أنفسهم وباعترافات المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ملامح هذا الوضع انفجرت في شبوة بمعارك يومية، بدت فيه الإمارات الطرف الأضعف، في مساعيها للسيطرة على أهم حقول النفط. هي الآن تملك ضوءاً أخضر سعودياً، كشفه سابقاً الخبير العسكري ابراهيم آل مرعي، وهو يتحدث عن اتفاق سعودي في المهرة وحضرموت، الخاضعتين لسيطرة السعودية مقابل سقطرى وشبوة، لكنها لا تعرف كيف تنزع مخالب علي محسن وقوات هادي، التي تفوقها عدداً وعدة، وفوق ذلك الدعم السعودي من تحت الطاولة أو عبر مشائخ موالين للرياض.
تحاول الإمارات بتهديداتها الأخيرة إيصال رسائل عدة لأطراف محلية وإقليمية، أبرزها حكومة هادي، التي تطالب بإلغاء مشاركة الإمارات في التحالف، فهي من ناحية تعد البديل لهذه الحكومة التي خاضت حرباً بالوكالة ضد أبوظبي وأتباعها، ومن ناحية أخرى تحاول تصوير انسحابها للعالم بأنه يعني سيطرة القاعدة وداعش، خصوصا وأنها لتوها لا تزال تحتفل بما تصفه اعتقال “زعيم داعش”، بالتزامن مع غارات على القاعدة في البيضاء.
أما على المستوى الإقليمي فهي تهدد بذلك السعودية علانية، خصوصاً وأن الرياض بدأت لتوها نقل الصراع إلى الساحل الغربي، وكر الإمارات، بضم ألوية القوات التهامية إلى قوات هادي المدعومة من الرياض، هي تدرك أن الرياض تريد قضمة من أبو ظبي، التي تسعى للاستحواذ على نفط شبوة، فالرياض تريد أن تقول لأبوظبي: شبوة مقابل اقتسام باب المندب.
بين الانسحاب الإماراتي والتحركات على الأرض ملامح معركة مفتوحة وشاملة؛ قد لا تُطفأ نيرانها قريباً، ووحدهم الجنوبيين من سيدفعون ثمن ذلك، مع أنهم لا يزالون يدفعونه منذ سيطرة التحالف على عدن حتى اليوم، وبأساليب مختلفة سواء بالأزمات أو نشر الفوضى والعنف، والهدف تحقيق أجندتها التي أنفقت المليارات في سبيلها.