------------------------------ بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي *

بصرف النظر عن زاوية الاختلاف او الاتفاق معها , والى اي لون سياسي او حزبي او حاشية وقبيلة وجهة تنتمي , إلا أنها أصبحت حالة دولية عامة يعيد إنتاجها ويلفت الانتباه الى حجمها حتى خصومها . ولعل عاصفة التحريض الدولية المباغتة ضدها ومحاولة النيل من جائزة نوبل التي حصلت عليها توكل كرمان هي إرهاب فكري ومعنوي منظم وراؤه ما وراؤه , لجهة صرف انظار الرأي العام العربي المتفاعل عن قضايا وفضائح كبيرة كان مسرحها الغالب مؤخرا في مصر والسعودية بوجه خاص .. ويراد بكل ذلك التشويش والمغالطات على اشياء كثيرة والتغطية والتستر عليها وملابساتها وتداعياتها المثيرة , ومنها : أولا : نتائج التحقيق الاممي الأولي في مقتل وتصفية الصحافي جمال خاشقجي التي أوصت بمواصلة التحريات مع ولي العهد في الجريمة. ثانيا: ملابسات وتداعيات مقتل الرئيس المصري الشرعي محمد مرسي ودفنه على وجه السرعة لمنع الطب الشرعي من الوصول إلى أسباب وفاته الحقيقية. ثالثا : تداعيات فضيحة تبني مراقص الديسكو دانسر و كيس مي , والبغاء الحلال في المملكة وما تركته من سخط شعبي متواصل على رأس الحكم. رابعا : وهو الاهم ان الأنظمة العربية التي تقود الحملة الظالمة ضد كرمان وتسخر لها كل إمكانياتها المالية وماكنتها الاعلامية الفاسدة هي أبرز الأنظمة الانقلابية العربية الجديدة , من عبده السيسي الى محمد سلمان , وهي انظمة مرتعشة مكبلة بمخاوف وفجيعة عودة كابوس الربيع العربي .. ويعتبرون وجود قلم وصوت هذه اليمنية المجلجل والمفزع لا يزال ضمن مصادر تهديد العروش المسروقة والمعتدى عليها. فالاستهداف الشخصي لكرمان هو استهداف لرموز الثورات العربية الأخيرة التي قد تطيح بالمستبدين مرة أخرى. وتهدف الحملة المسماة ب(الدولية) ضد هذه الحميراء ليس الى إلغاء الجائزة وسحب اللقب منها فقط , بل أبعد من ذلك أيضا , وهو رفع الحصانة الأدبية العالمية عن هذه الناشطة المرعبة لتسهيل تصفيتها جسديا بعد ذلك على طريقة جمال خاشقجي في تركيا , او حتى على طريقة تصفية الصحافي علي عبدالله صبري وأبناؤه ووالدته وجيرانه في صنعاء مؤخرا بضربة طائرة اف 16 في عمارة سكنية بشارع الرقاص , وبطريقة خاشقجية أيضا لا تفرق بين الحلال والحرام. في هذه الحملة الإرهابية ضد امرأة واحدة فقط يغدقون بسخاء منقطع النظير على الطفيليين السياسيين حاليا بمئات ملايين الدولارات , وينفق بسخاء اكبر على حاملي المباخر والمجامر وكتاب البدرومات ومحرري الدرجة العاشرة ومتردية ونطيحة الصحافة والاعلام وحتى بعض المنظمات (النسوية) المفرخة في مصر بالذات .. اموال طائلة تهدر ورحلات مكوكية ما بين لجان وورش عمل وخطط وعقد ندوات ولقاءات ورحلات طيران ووفود شغالة الى كل عواصم الشرق والغرب ومنهمكة بهذه الوجبة الدسمة التي أصبحت مصدر ارتزاق وتكسب للكثيرين . شكرا عزيزتنا الاستاذة توكل كرمان , وأنت كما يقولون عنك لست بنظرهم إرهابية فقط لا غير , بل وإرهابية جدا جدا ما دام مداد وازيز قلمك وصوتك العالي يقذفان الرعب في صدور امثال السيسي وبن سلمان واشباههم. أنظمة متهالكة وهالكة لم تستطع بكل إمكاناتها وثرواتها الضخمة وترسانتها الاعلامية الفضائية العنكبوتية والورقية والصوتية المترهلة الصمود أمام صوت امرأة واحدة حرة والرد على الرأي بمثله والحجة بغيرها , فلجأت الى التآمر عليها كمقدمة لتصفيتها بعد أن فضحت عجزهم أمام قوة عصف واجتياح اسنة الاقلام ورماح الكلمة العاتية. غدا سوف يطالبون هم أيضا بإلغاء الجائزة العالمية نهائيا ومحاكمة صاحبها الفريد نوبل لأنه هو الذي اخترع الديناميت وسهل للإرهابيين عملياتهم العابرة للقارات !!.